الأمن السيبراني حماية استراتيجية ضد الهجمات

31/10/2023

PRESS
خبراء ثقة

  • الذكاء الاصطناعي يعزز من حضور الأمن السيبراني
  • يحفظ البيانات عن طريق سحابة معلوماتيّة محميّة أمنيًا
  • يُحبط كافّة الهجمات المُحتملة

تسعى أغلبيةُ الشركات بتنافسيّةٍ عاليةٍ لتكون ضمن مصافّ القطاعات المتميّزةِ في الاقتصاد الرقميّ من خلال الاستثمار في التقنية. وذلك لتزايد اعتماد العديد من القطاعات والأفراد على التكنولوجيا والشبكات الإلكترونية في الجوانب اليوميّة والعمليّة؛ ما يجعلنا نسمع بالتّحول الرقمي في جميع مناحي الحياة.

وهو يقوم على حماية الشبكات، وأنظمة تقنية المعلومات، وأنظمة التقنيات التشغيلية، ومكوناتها من أجهزة وبرمجيّات، وما تقدّمه من خدمات، وما تحتويه من بيانات؛ من أي اختراقٍ أو تعطيلٍ أو تعديلٍ أو دخولٍ أو استخدام ٍأو استغلالٍ غير مشروع. ويشمل مفهوم الأمن السيبراني أمن المعلومات، والأمن الإلكتروني، والأمن الرقمي ونحو ذلك.

ولتعدّد مهامّه يأتي الأمن السيبراني على عدة أقسام أبرزها:

١. الأمن السحابي (Cloud Security): هو مجموعة كاملة من التّقنيات والبروتوكولات، وظيفتها الرئيسة حماية بيئات الحوسبة السحابية والتطبيقات التي تعمل في السحابة والبيانات المحفوظة فيها، ولا تخفى علينا المميزات التي تضطلع بها خدمات الحوسبة السحابية من توفير الأمان والحماية للبيانات المختلفة، بالإضافة إلى التعافي من الكوارث؛ حيث أن تخزين البيانات في السحابة يجعلها متاحة دائمًا للمستخدمين من عدّة أجهزة في نفس الوقت، ولا تؤثّر عليها عوامل التلف التي قد تُصيب الأجهزة. وهي توفر لك السرعة في الوصول للبيانات أو التطبيقات الخاصة بك من أي مكان وفي أي زمان. ونلاحظ التحوّل في عمل أكثر المؤسسات حاليًّا من حيث اعتمادها على استخدام الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين أعمالها، وتعزيز فاعليّة العمليات مما يزيد من ثقة المستخدمين. وقد يكون الاحتفاظ ببيانات هذه المؤسسات أمرًا بالغ الصعوبة، بسبب تضخّم حجم البيانات، التي قد تكون بصورة غير منظّمة وغير معروفة المصدر. ونظرًا للأسباب آنفة الذكر؛ سارعت العديد من المؤسسات لتقديم خدمات متعددة لعملائها، من ضمنها توفيرُ نظامٍ خاصٍ بالحوسبة السحابية، التي تُتيح بدورها الحوسبة السحابية لكافّة المستخدمين، وتُمكّنهم من تخزين ومراقبة البيانات، وجعلها مُتاحة في قنوات مفتوحة ما بين الأطراف محلّ العمل.

٢. الأمن التشغيلي (operational Security): ويُسمى أيضًا بالأمن الإجرائي، حيث يستخدم مسؤولو إدارة المخاطر هذا النوع أكثر من غيره؛ لأنه يهدف إلى إدارة المخاطر المتعّلقة بكافّة مجالات الأمن السيبراني الداخلي، ويقوم عملهم على التأكّد من وجود خطط بديلة في حال تعرُّض البيانات لهجومٍ ما، بالإضافة إلى ذلك يحتوي الأمن التشغيلي على بيان توعوي يوضّح كيفية توجيه الموظفين وتوعيتهم بأفضل الأعمال الواجب القيام بها لحماية كافّة المعلومات سواء التجارية أو الشخصية.

٣. أمن إنترنت الأشياء (Internet of Things security): أكّدت البيانات الصادرة عن بعض الأبحاث، أن ازدهار السوق متعلّق بأمن إنترنت الأشياء؛ مما يساهم في زيادة الإنتاجية بشكل واسع، حيث أن أمن إنترنت الأشياء هو أحد أوجه الأمن السيبراني الذي يوفّر أجهزة هامّة للمستخدم مثل الطابعات، وأجهزة توجيه واي فاي، وأجهزة الاستشعار. وعند دمج أمن إنترنت الأشياء مع النظام، سيتم تزويد المؤسسات بأنظمة وتحليلات مختلفة تحدّ من مشكلة التهديدات الإلكترونية.

٤. أمن الشبكات (Network Security): يقوم أمن الشبكات على عدة أنظمة أمنيّة، تعمل كصمّام أمان لمنع كافّة أنواع الهجمات الإلكترونية، و يسمح فقط للمُستخدِم المسموح له بالوصول إلى الشبكة الآمنة، ما يوفّر حماية كاملة لشبكات الحاسوب من الهجمات الداخلية أو الخارجية بالنسبة للشبكة، وذلك عن طريق استخدام تقنيات حديثة ومتعدّدة تحدّ من سرقة البيانات الأخرى وتمنع البرامج الخطرة.

٥. أمن التطبيقات (Application Security): يُتيح للشركات والمؤسسات اكتشاف البيانات الحسّاسة التي تجب حمايتها، ويستخدم العديد من البرامج والأجهزة -خلال مرحلة تطوير المشروع الإلكتروني- لإحباط كافّة الهجمات المُحتملة على نظام الأمن السيبراني، وثمّة عدّة طرق متعلقة بأمن التطبيقات؛ أهمها: جدران الحماية، برنامجٌ مضادٌّ للفيروسات، وعمليةُ التّشفير باستخدام برامج خاصة.

ويؤثر الذكاء الإصطناعي إيجابًا على الأمن الإلكتروني، ويمكنه التعامل مع عدد كبير من البيانات، و يساعد بدوره على مواجهة الهجمات السيبرانية والأنشطة غير المشروعة، كما يمتلك قدرة عالية من خلال تطوير أدوات وتكتيكات واستراتيجيات جديدة لتحليل البيانات، والتنبؤ بالهجمات، حيث تعد القدرة على اكتشاف التهديدات بسرعة أمرًا بالغ الأهمية، ولعل من أبرز المزايا التي تخدم المنشآت والجهات المعنية بهذا القطاع هي تقليل التكاليف، حيث أن الأثر المالي لانتهاكات البيانات أمر مكلف على الجهات التي لا تستخدم الذكاء الاصطناعي مقارنة بالجهات التي تستفيد من خدماته لأغراض الأمن السيبراني.

إنّ الأمن السيبراني قائمٌ على الاستمرارِ والتطوّر، فهو يساعد على ضمان استدامة المعلومات و البيانات بأمان؛ لذا يتعيّن على المؤسسات والأفراد الحفاظ على أنظمتهم وبياناتهم ذات السرية الفائقة محميّة، وهذا يتحقّق بعد تحديث استراتيجيات وبرامج الأمان لمواجهة التهديدات المتغيرة والمتقدّمة التي يواجهونها في العالم الرقمي،  وإجراء مراجعات دوريّة على فترات زمنية يتمّ التخطيط لها، لأجل حماية بيانات الشركات وكافّة المستخدمين من الاختراق الذي يُسبب ضررًا ماديًّا ومعنويًا، ما قد يؤدّي إلى إتلاف البيانات الحسّاسة. فالأمن السيبراني هو من يتصدّى للهجمات الإلكترونيّة، ويرفع مستوى الأمان، لضمان سريّة وسلامة بيانات وأعمال القطاعات و تمكين المستخدمين الأفراد.