مواكبة التسارع التقني يقودك لتطوير المنتجات

26/09/2023

PRESS
خبراء ثقة

التفكير التصميمي منهجية تساهم في تحديد توجه المستخدم 

  • يضمن التحسين المستمر للمنتج ويحقق الجودة والكفاءة للوصول إلى التميز.
  • يقود التفكير المشترك بأساليب متنوعة إلى إيجاد حلول ذكية ومبتكرة.
  • تساهم النماذج التجريبية في اختبار الأفكار وتحسينها وتطويرها قبل تنفيذها.

يعد التفكير التصميمي منهجية قوية يمكنها أن تساهم في تقديم منتجات تقنية مبتكرة وتضمن الاستدامة في تلبية احتياجات المستخدم ورفع مستوى الخدمة المقدمة لضمان تحقيق الجودة والكفاءة التي تميز القطاع، ولا يخفى علينا أهمية الاستراتيجيات التي تساهم أيضاً في تطوير ابتكار الحلول في المجال التقني.

حيث يقوم التفكير التصميمي (Design Thinking) بدوره الجوهري في رفع الجودة، وتسهيل عملية اتخاذ القرارات، كما أنّه يجعل مُتخذ القرار مُلمًّا بالتفاصيل؛ من العمليات الإدارية، والتطويرية، والتخطيطية في الشركة، ولا يقتصر التفكير التصميمي على الشركات الكبرى؛ بل يمكن تبنّيه في الشركات الصغيرة وعلى مستوى الأفراد، كما يتبناه أغلب رواد الأعمال والمهتمين بالمشاريع، فهو طريقة تفكير، وعملية تصميمية متاحة للجميع. وهو أسلوب رائد في حلّ المشكلات؛ حيث إنه يتمحور حول الإنسان، ويضع للمُستخدم أهمية كبرى في تطوير الأعمال والمنتجات والخدمات. وفي حديثنا عن التفكير التصميمي سنتطرق إلى تفصيل المراحل التي يمرّ بها عند اعتماده لدى الشركات؛ وهي خمسةُ مراحل مُقترحة من جامعة ستانفورد الأمريكية:

 

١. التعاطف: يبدأ التفكير التصميمي بتقصّي المستخدمين لهذا المنتج والتعاطف معهم لمعرفة احتياجاتهم، فنحن نركّز على فهم سلوكياتهم، وخلفياتهم، ومشاعرهم، وطرق تفكيرهم، واحتياجاتهم. بل قد يتجاوز التفكير اللحظي بهم على أنهم مُستهلكين للمنتج أو الخدمة؛ إلى التفكير بهم كجزءٍ من عملية إطلاق المنتج وحلّ المشكلة، فهو يرتكز على تقمّص دور المستخدم، والنظر للمنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة بعيون المستهلك والجمهور المستهدف، حيث يتم دراسة أبعاد المشكلة وتحليلها من منظور إنساني يتمحور حول الإنسان بشكل أساسي؛ وذلك بهدف الوصول إلى فهم عميق لاحتياجاتهم وإدراك المشكلة وتحديدها بشكل دقيق. وفي هذه المرحلة نحن نجمعُ كمًّا هائلاً من المعلومات لاستخدامها في المراحل التالية.

 

٢. التعريف: وهنا تكمن التحديات والصعوبات، فنبدأ بتحليل المعلومات ومحاولة الوصول إلى جذور المشكلة وتحديدها بشكل دقيق بناءً على تلك المعطيات التي حصلنا عليها من الجمهور المستهدف في المرحلة السابقة، ونعمل على إثارة الأسئلة الدقيقة المحدّدة التي تصفُ المشكلة بشكلٍ واضح يتمحور حول الإنسان،  وبذلك نخرج بما يُعرف ببيان المشكلة (problem statement)

 

٣. التفكير: نحن في هذه المرحلة جاهزون للابتكار، وتوليد الأفكار؛ من خلال دراسة المشكلة التي تمّ تحديدها، و جمع بياناتها. حيث يتمّ هنا طرح العديد من الحلول لهذه المشكلة وكتابتها. ونحاول أن تكون هذه الحلول متدرّجة من الحلول العادية حتى تصل إلى الحلول الإبداعية والمُبتكرة؛ وهي المطلوبة، ويمكن في هذه الخطوة التعاون مع الجمهور المستهدف في صياغة بعض الحلول وسماع أفكارهم حولها. كما أن أساليب التفكير المختلفة مثل العصف الذهني، والكتابة الذهنية، وطرح أسوأ فكرة ممكنة، وتحسين منتجات موجودة حاليًا؛ جميعها تساهم في جمع أكبر عدد ممكن من الأفكار المختلفة. وفي نهاية مرحلة التفكير نحن نقوم بالعثور على الطريقة المناسبة لحل المشكلة.

 

٤. بناء النموذج الأولي: وتشتهر بمسمى (Prototyping) يتم في هذه المرحلة إعداد نموذج أولي لتجسيد الحل المقترح، ويمكن من خلاله تجربة الحل بشكل أولي ومصغّر، غير مُكلف، ويمكن تعديله، وتطويره، وتحسينه، حسب نتائج التجربة، وقبل إطلاق المنتج في المرحلة الأخيرة. ونحن هنا نقوم بالتجارب التي تدلّنا على الحلول المناسبة للمشكلات التي توصلنا إليها في المراحل السابقة.

 

٥. الاختبار: تقوم مهمّتنا في هذه المرحلة بالتأكّد من جدوى النماذج الأولية التي توصّلنا إليها سابقًا، فقد أصبحت خطة تنفيذ الحل وأدواته ومنتجاته جاهزة بالأفكار التي قمنا بإنشائها، ويتم الآن نقل الحل من مرحلة التخطيط والإنتاج، إلى مرحلة التجربة والتنفيذ على أرض الواقع، وذلك يتم على مجموعة من الجمهور المستهدف لضمان جودته ودراسة الجدوى الاقتصادية والاجتماعية منه ومواءمته مع المشكلة، تمر هذه المرحلة بعدة تجارب على المستخدمين، ليساهم في تحسين تجربة المستخدم وتوظيفه في عملية التطوير المستمرة.

 

اذاً باختصار يمكننا القول بأن التفكير التصميمي يتكون من خمس مراحل أساسية؛ بدءً بفهم احتياجات المستخدم وتعريف المشاكل التي تواجهه، ثم استخدام البيانات في توليد الحلول وتطبيق النموذج الأولى لاختبار كفاءة المقترحات المبنية على احتياج المستخدمين، لضمان مواكبة المنظمة لتوقعات المستخدمين وتقديم المنتجات بطريقة ذكية ومبتكرة، والوقوف على احتياجات المستخدمين بشكل سريع يواكب تقدم مواصفات المنتج بما يتماشى مع متطلبات وتطلعات المستخدم.

يعتبر التفكير التصميمي عملية إنسانية مهمة، لأنها تساهم في تحسين المنتجات التقنية لتصبح سهلة الاستخدام وذات قيمة وفائدة ؛ كما شهدنا حدوثها مع تطور القطاع التقني في المملكة  لتقوم حلول ذكية تتماشى مع أسلوب حياة المستخدمين، وبذلك تضمن الشركات التميز من خلال التحسين والتطوير المستمر للمنتجات والخدمات.

ونحرص في ثقة على تعزيز جودة الخدمات والمنتجات من خلال التجاوب مع متطلبات المستخدمين وذلك بتطبيق سبل قيادة التفكير الابداعي.