رحلة المطورين في تحقيق الثقافة التنظيمية

28/12/2023

PRESS
خبراء ثقة

يُعتبر التطوّر التقني الهائل والمتسارع، وما يشهده العالم من تحوّلات في المجال التقني؛ بمثابة مُحرّكٍ مسؤولٍ عن قيادة جميع الأنشطة ذات الصّلة بالبحث والتطوير، على أساس رؤيةٍ تهدف نحو التقدّم والنموّ والازدهار خلال السنوات القليلة القادمة، ولأجل دوره الفاعل؛ انتهجت كافّة القطاعات إجراء تغييراتٍ مستمرةٍ من أجل تحسين الوضع، عن طريق إزالة الحواجز الموجودة ومعالجتها عبر تقنية المعلومات، واعتمدت نهجًا استراتيجيًّا حديثًا يُركّز على السلاسة العمليّة لإتمام دائرة الإنتاج، ويُركّز على عملية الأتمتة واستخدام الأدوات والتطبيقات الذكيّة من أجل تلبية الاحتياجات الحاليّة لدورة الحياة، وأحد تلك الاستراتيجيات المتّبعة هي استراتيجية  ديڤ أوبس (DevOps)

وهو مفهومٌ يتمحور بشكلٍ رئيسٍّ حول الثقافة التنظيمية، حيث يدمج بين وظيفتين يتمّ التعامل معهما بشكل منفصل، (Dev) التي تُشير إلى فريق التطوير، و (Ops) التي تُشير إلى فريق العمليّات، وقد ساهم تطبيقه في كسر الحواجز التقليديّة التي تُعيق هذين الفريقين التقنيّين، وتُمكّنهم من العمل بصورةٍ أكثر تعاونيّة لتوفير وابتكار الحلول الذكيّة لكلّ شكوى تصل إليهم من قِبل المستخدم، ما ساهم في تمكين المؤسسات من توفير الوقت، وتقليل الإشكاليات لدى المستخدمين، ومنح أغلب القطاعات ميزة تنافسية.

تتمثّل أولى خطوات تطبيقه في فحص البِنية الأساسيّة لتغيير طريقة الممارسة والتفكير المعتادة. بعد ذلك تُحدّد العوائق التي يواجهها المستخدم، ويتمّ التّواصل والتنسيق بين فِرق التطوير والعمليات، ثم يتبعها إنشاء خطّة تنفيذية لاتّخاذ الخطوات الّلازمة لابتكار حلول فاعلة، وقد يتطلّب تحقيق ذلك وقتًا ليتمكّن الفريقين من الاندماج، وما يُمكّنهم من التغلّب على هذا الحاجز هو تركيزهم على الأهداف المشتركة، وبعد إلقاء نظرة على المنهجيّة الحاليّة وتنتقل لمرحلة القيام بتنقيحها وتقويمها، وإنشاء بِنية تحتيّة ذكيّة باستخدام منصّات سحابيّة متسلسلة تدعم تفادي الأخطاء عن طريق الأتمتة، وحتى تُحقّق استدامة الإنتاجية؛ من الضروري أن يتمّ اختبار كفاءة الحُلول المقترحة بشكل مستمرّ، لتجنّب حدوث الأخطاء، وهذا يضمن زيادة الكفاءة، وتحسين جودة الخدمة التي يتمّ تقديمها.

ومن العوائد الإيجابية التي تتميّز بها الشركات عند تطبيقها استراتيجية الديڤ أوبس تأثيرها على الجانب الفنيّ، الذي يساهم في إنشاء وتصميم إصدارات للبرمجيات بشكل مستمر، وإيجاد حلول أسرع للمشكلات، أمّا من الجانب التجاري؛ تُتيح إمكانيّة تسليم المشروع بشكل أسرع وإضافة مميزات بسرعة عند الحاجة، بهدف تحسين تجربة المستخدم. ومن جانب آخر تساعد على تهيئة بيئة عمل مبنيّة على التّشارك والتّعاون، كما تُتيح فرصة من أجل تطوير الموظفين مهنيًا عن طريق اختبار التطبيقات وابتكار الحلول.  

وبناء على ما سبق، يُمكن تنظيم عمليّة تطوير البرمجيّات عن طريق أكثر من منهجية مختلفة، لتقديم تطبيقات وبرامج ذات جودة عالية تتناسب مع سرعة وتطوّر العصر الرقمي، بطريقة توفر مزيدًا من الوقت، وهذا يُعطي الديڤ أوبس ميزة توظيف أتمتة العمليات المتكررة والروتينية، و تحفيز التعاون  في  بيئة عمل واحدة داخل الفِرق عن طريق كسر القيود والحواجز بينهم، لدعم بعضهم البعض من أجل تحقيق الأهداف والتوقّعات لتحسين أداء البرامج والتطبيقات، ومن ثمّ اختبار الحلول في المراحل النهائيّة، وكل ذلك يساهم في تحديد الأسباب الجذريّة للمشاكل بسرعة؛ لمنع توقّف عملية الإنتاج بشكل مفاجئ، ولذا فإن اتّباع تلك الاستراتيجية يُساعد في تحسين منهجيّة التطوير الموحّدة، والأهداف الواضحة، والعمليات الموثّقة المدعومة بمنصّات برمجيّة، تعمل على تلبية احتياجات الأعمال والمستخدمين.