محاكاة تقنيّة لعقول بشريّة

28/11/2023

PRESS
خبراء ثقة

  • تحقيق أهداف المنظومات من خلال رفع مستوى الجودة والدقة.
  • تلبية حاجة الأفراد لإنجاز بعض المهام وأغلب الاحتياجات الشخصية.
  • نظام يساهم في عمليّة تقليص الأخطاء.

مع تقدّم التقنية وتطوّرها، أصبح الذكاء الاصطناعي من الأمور التي لا يُمكن الاستغناء عنها في عصرنا الحديث؛ لتمكّنه من إدارة العديد من التقنيّات والأوامر المختلفة التي يقوم بتنفيذها دون الحاجة إلى التدخّل البشري من أجل إنجاز تلك المهام المُحدّدة، ويعد الذكاء الاصطناعي من الأمور التي ساهمت في ازدهار وتقدّم مستوى العديد من القطاعات، وتسهيل تطبيق بعض الاستراتيجيات.

 

ونظرًا للكفاءة الكبيرة التي تتجلّى في قدرته على توفير المعلومات، وسرعته في تحليل البيانات، مما ساهم في تحقيق أهداف أغلب الشركات والقطاعات، وذلك من خلال رفع مستوى الجودة والدقّة، وتقليص احتمالية حدوث الأخطاء، فالهدف الأساسيّ من الذكاء الاصطناعي هو تمكين أجهزة الكمبيوتر من اختصار الوقت والجهد، وتنفيذ المهام التي يستطيع العقل البشري تنفيذها، لمواكبة التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع.

 

وعلى الرّغم من ظهور مصطلح (الذكاء الاصطناعي) وانتشار استخدامه مؤخّرًا في ظلّ النّهضة التقنيّة التي يشهدها العالم في مجال تطوير الآلات، والابتكار في تقنيّاته على نطاق واسع، حيث أن التعريفات النظرية للذكاء الاصطناعي تدور حول قدرة الآلة على التصرف مثل البشر أو القيام بأفعال تتطلب ذكاءً، ولكن النظر إلى أكثر التطبيقات الموجودة اليوم يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه: أنظمة تستخدم تقنيات قادرة على جمع البيانات واستخدامها للتنبؤ أو التوصية أو اتخاذ القرار بمستويات متفاوتة من التحكم الذاتي، واختيار أفضل إجراء لتحقيق أهداف محددة.

 

وترجع صعوبة تعريفه إلى صعوبة تعريف ماهيّة الذكاء البشري، فضلاً عن تحديد ماهيّة الذكاء الاصطناعي، الذي ما يزال محفوفًا بالغموض أو المبالغة التي قد ترفع من مستوى التوقّعات وتكوّن صورة غير واقعية، وهذا يجعل فهم الذكاء الاصطناعي وتقنيّاته وحقيقة إمكاناته غير واضحة المعالم لدى الكثير من مستخدميه، ألا أنّه أصبح اليوم أحد الركائز الضرورية التي نلجأ إليها في العديد من الأوقات؛ ولذلك نرى التطوّر الواسع في تقنيّاته التي تُمكّن بشكل كبير من الاستفادة الكاملة لمميزاته بشكل أخلاقي وآمن، وقد تم توظيفها في عدة مجالات منها:

 

برامج الدردشة الآليّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي:

حيث يرتبط الذكاء الاصطناعي ببرمجة الروبوتات، وخوارزميات بعض التطبيقات في الهواتف الذكيّة، ما جعل الكثير من المستخدمين اليوم يتفاعلون مع الدردشة الآليّة المدعومة بواسطته بشكل يومي، مثل: برامج سيري، وأليكسا، وكورتانا، ومساعد جوجل، وغيرها من البرامج التي يعدّ استخدامها شائعًا على الهواتف الذكيّة وأجهزة الحاسب الخاصة، وبعض الأجهزة المنزلية المتطورة، ويعمل الجهاز دور المساعد الشخصي فيقوم بتوفير إجابات لكل الأسئلة التي تُراود المستخدم، إضافة إلى قراءة الرسائل، وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، وكل ذلك يتمّ عبر الأوامر الصوتية، كما يُضاف إليها إغلاق العمليّات الجارية، والقيام بكلّ المهام اليوميّة؛ كالاستماع إلى الموسيقى دون البحث عنها يدويًّا، والإجابة عن رسالة خلال القيادة أو الردّ على مكالمة.

 

إن الذكاء الاصطناعي مجال فريد من نوعه يجمع بين العلوم الحاسوبية والتقنيات التي تمكّن الأنظمة من تعلم واتخاذ القرارات بشكل فعال، ومن الأدوات المهمة في هذا المجال خاصية هندسة الأوامر؛ وهي عملية تصميم وتطوير نماذج وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتعامل مع أوامر وتعليمات محددة، ويتم تحويل هذه الأوامر إلى لغة يمكن للأنظمة الذكية فهمها والاستجابة لها وتساهم في توفير إجابات ذكية ومتقدمة، ومع تقدم التكنولوجيا يصبح الابتكار في هندسة الأوامر أمراً حيوياً وفعالاً، ويمكن القول إن هندسة الأوامر تمثل ركيزة أساسية للتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي؛ ولا شك بأنها أحد الركائز القوية في تعزيز تواصل البشرية مع التقنية.

 

ويعدّ هذا التنوّع الثريّ للأجهزة الذكيّة والأنظمة الإلكترونية التي تشكّلت بناءً على العقل البشري، وحاجة الأفراد والشركات لإنجاز بعض المهام بشكل دقيق يتناسب مع سرعة العصر ومتطلّباته، فلا ينبغي أن يندهش المرء كثيرًا بقدرات الذكاء الاصطناعي على القيام بوظائف متعدّدة لأغلبيّة الاحتياجات الشخصية في حياتنا اليوميّة؛ لأن هذا يقود إلى تطور وازدهار القطاعات بكافّة مجالاتها واكتشاف الثغرات الموجودة، لضمان تحقيق التميّز واستدامة النجاح.